قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن، إن "أحداث الأسابيع الأخيرة كشفت بوضوح أن اليمن لا يزال عالقاً في دوامة التوترات الإقليمية الأوسع"، مشيراً إلى أن التصعيد الأخير في المنطقة يُبرز هشاشة التهدئة ويؤكد الحاجة الملحة للتوصل إلى حل سياسي شامل بقيادة يمنية.
وأكد أن المستجدات الأخيرة ألفت بظلالها على خارطة الطريق مشيراً إلى أن هذه الخارطة لم تعد صالحة بشكلها القديم وقال "أقر بأن المواقف تزداد تصلباً بمرور الوقت، وتصبح التحديات أكثر تعقيداً. قد يتساءل البعض عما إذا كانت خارطة الطريق لا تزال سارية. إجابتي تظل ثابتة تماماً: يبقى اليمن بحاجة إلى عناصر خارطة الطريق - من وقف إطلاق للنار، والتعافي الاقتصادي، وعملية سياسية جامعة للمضي قدماً.
وأضاف: "لكنني أعي تماماً أن بيئة الوساطة قد شهدت تغيرات كبيرة منذ أواخر عام 2023، وأن هناك حاجة لضمانات إضافية تمكن الأطراف من المشاركة وتضمن دعم المنطقة، والمجتمع الدولي، وهذا المجلس".
ورحّب غروندبرغ بالإعلان الصادر في 6 مايو عن وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة والحوثيين، واصفاً إياه بأنه "تخفيف مهم وضروري للتصعيد في البحر الأحمر واليمن"، معبراً عن امتنانه لسلطنة عمان على جهود الوساطة، لافتاً إلى أن "التهدئة في البحر الأحمر والمنطقة بشكل عام أمر لا غنى عنه لإعادة اليمن إلى مسار السلام".
ومع ذلك، أقر بأن المواقف تزداد تصلباً بمرور الوقت، وتصبح التحديات أكثر تعقيداً. قد يتساءل البعض عما إذا كانت خارطة الطريق لا تزال سارية. إجابتي تظل ثابتة تماماً: يبقى اليمن بحاجة إلى عناصر خارطة الطريق - من وقف إطلاق للنار، والتعافي الاقتصادي، وعملية سياسية جامعة للمضي قدماً. لكنني أعي تماماً أن بيئة الوساطة قد شهدت تغيرات كبيرة منذ أواخر عام 2023، وأن هناك حاجة لضمانات إضافية تمكن الأطراف من المشاركة وتضمن دعم المنطقة، والمجتمع الدولي، وهذا المجلس.
وحذر المبعوث الأممي حذّر من أن "الهجوم الذي شنته (الحوثيون) على مطار بن غوريون في 4 مايو، وما تلاه من رد إسرائيل بضربات على ميناء الحديدة ومطار صنعاء ومواقع أخرى، يمثل تصعيداً خطيراً".
وأضاف: "للأسف، تستمر التهديدات والهجمات"، داعياً كافة الأطراف إلى احترام القانون الدولي وحماية المدنيين.
وفي السياق الاقتصادي، أشار غروندبرغ إلى "تدهور العملة اليمنية إلى أكثر من 2,500 ريال مقابل الدولار، وانقطاع الكهرباء لمدة تصل إلى 15 ساعة يومياً في عدن، وتوقف الخدمة كلياً لأكثر من أسبوعين في لحج وأبين".
كما أشار إلى خروج النساء في عدن احتجاجاً على تردي الخدمات، بينما يعاني المواطنون في مناطق سيطرة الحوثيين من "تدهور القدرة الشرائية، وتأخر صرف الرواتب، وشح السيولة النقدية".
وأكد غروندبرغ أن "الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في جميع أنحاء اليمن تُبرز الحاجة الماسة إلى مسار سياسي يسمح بالتعاون اللازم للنمو الاقتصادي".
وتابع: "أعلم أن البعض يرى أن عملية السلام هدف غير واقعي، لكن الأطراف قد التزمت بالفعل بأسس الحل، والمطلوب هو الوفاء بها".
وأشار المبعوث الأممي إلى أن البيئة السياسية والوساطة "شهدت تغيرات كبيرة منذ أواخر 2023"، داعياً إلى تقديم "ضمانات إضافية تُمكن الأطراف من المشاركة الفاعلة في العملية السياسية وتحظى بدعم دولي وإقليمي".
وفي ختام كلمته، أعاد المبعوث الأممي التأكيد على موقفه من "الاحتجاز التعسفي وغير القانوني لموظفي الأمم المتحدة والعاملين في منظمات دولية"، مطالباً الحوثيين "بتغيير النهج والإفراج الفوري وغير المشروط عن المحتجزين".
وشدد المبعوث الأممي على أن "السلام الحقيقي لا يتحقق إلا من خلال التزام دولي ونهج طويل الأمد"، داعياً أعضاء المجلس إلى "مضاعفة الجهود لتقديم بديل موثوق للحرب ورؤية لليمن تتجاوز الوضع الراهن".